السائل :
ما هو الأثر الذي تركه في نفس عالمنا الجليل عندما غادر المدينة المنورة أي نقل سكنه منها ؟
الجواب :
لقد تأثر الشيخ كثيراً عندما غادر المدينة النبوية، فكان يرى أن أجمل سني حياته قضاها في مدينة الرسول صلى الله عليه و سلم. لكن ذلك لم يثنه عن مواصلة مشواره العلمي أبداً.
السائل :
ما هي أبرز الأحداث الإسلامية في المدينة المنورة التي شارك فيها و هو يعيش في المدينة المنورة؟
الجواب :
أما أبرز الأحداث التي حصلت له هناك، فأنا لا أعرف ذلك، إذ لم أكن معه.
السائل:
كيف يمكن أن نُكرِم عالما مثل عالمنا الجليل حسب رأي الخالة أم الفضل ؟
الجواب :
أما عن إكرام الشيخ، فلا يكون مثل الدعاء له، و التزام المنهج الذي كان دائماً يدعو له، و يلخصه بكلمتين : ( التصفية و التربية ) يعني تصفية ما علق في منهج المسلمين و تراثهم من بدع و خرافات و أحاديث ضعيفة و نحو ذلك. و التربية على المنهج الحق و الدين القويم. و كان الشيخ يرى أن من أكبر مشاكل المسلمين ( و خاصة أدعياء إتباع السنة ) هي التربية الصحيحة على المنهج السليم، و هذه التربية في الغالب تحتاج إلى فترة طويلة و جهد عظيم.
السائل :
هل تشعر الخالة أُمّ الفضل بقدر حب المسلمين لزوجها يرحمه الله أَمْ ترى أنهم مقصرين في ذلك ؟
الجواب :
نعم - يا أبنائي - أنا أعرف مدى حب الناس للشيخ رحمه الله و لكن أريد أن يتذكروه دائماً بالدعاء، و أن يجزيه الله عن المسلمين خير الجزاء.
أنا شخصياً اشتريتُ شقة صغيرة مقابل المقبرة التي دفن فيها في ماركا الجنوبية بعمان، و صدقوني أنني دائماً أستيقظ ليلاً و أنظر إلى المقبرة و أدعو له و لتلميذه أبي معاذ و ابنة أخينا أبي اليمان ( سمية ) رحمهم الله, و رحم الله أموات المسلمين أجمعين، و جمعنا بهم جميعاً في الجنة مع سيد المرسلين. آمين
السائل :
كيف يمكن لنا و نحن محرومين من وجود العالم الجليل بيننا أن نستدعي الأوقات التي كان العالم الجليل يلقي فيها دروسه و نحن لم نحضر هذه الدروس التي يعلم الله كل فقدناها؟
الجواب :
يمكن يا أخي أن تستدعي الأوقات الجميلة مع الشيخ من خلال أشرطته المسجلة المنتشرة بالألوف, و كذلك كتبه الكثيرة في المكتبات الإسلامية.
السائل :
هل حذى أحد من أبناء الشيخ رحمه الله حَذْوَ أبيه في طلب العلم و النبوغ في علم الحديث ؟ و هل كان للشيخ تأثير في ذلك ؟
الجواب :
أهم من حذى من أبنائه حذو الشيخ في علم الحديث ابنته أم عبد الله حفظها الله.
السائل :
أرجو أن لا تبخلي بنصيحة لنا معشر الفتيات و كيف يكون لنا دور في إنشاء جيل( مجاهد) ؟؟
أعتذر عن الإطالة و لكن كرمكم يا مسكين أطمعنا ..
و أكرر شكري و امتناني لمن اقترح الفكرة و سعى لإنجاحهااا......
و شكرا
الجواب :
نصيحتي لبناتي الفتيات المسلمات أن يتقين الله عز و جل و يتعلمن أمور دينهن و خاصة مما يهم المرأة المسلمة في بيتها و أحوالها، و ما يتعلق في تربية أبنائها.
و أن تركز الأخت المسلمة على شؤون بيتها، و تربية أولادها بنفسها، و رعاية زوجها امتثالاً لقوله تعالى : (( و قرن في بيوتكن ))، فالنبي صلى الله عليه و سلم يقول: (( إذا صلت المرأة خمسها، و صامت شهرها، و حفظت فرجها، و أطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي من أي أبواب الجنة شئت )) فماذا تريد أكثر من ذلك ؟!
السائل :
كيف كانت ردود أفعال الشيخ رحمه الله من الذين كانوا يهاجمونه و يفترون عليه في الصحف و غيرها من حملة العقائد الواهية المنتشرة في الأردن و غيرها؟
الجواب :
الذين يهاجمون الشيخ و يفترون عليه كان يمر عليهم مرور الكرام، كناطح صخرة يوماً ليوهنها.
و أذكر أنني كنت معه مرة في السيارة، و قد فتح المسجلة على خطبة لرجل كان يهاجم الشيخ رحمه الله و يفتري عليه و يكفره و .... و كدتُ أنفجر غيظاً، و أرقب الشيخ و كأن شيئاً لم يكن !!! حتى قلتُ له : ما لك سامع ؟؟ فأشار إلي أن لا بأس، و لا تهتمي !
المهم أن يكون عند الله مقبولاً، رحمه الله و جعلنا و إياكم من المقبولين.
السائل :
لا بد أن هناك موقف أثر في الشيخ بشكل كبير، و لا ينسى هذا الموقف و أثره على الشيخ فهل لنا معرفة هذا الموقف سواءً كان محزنا أم مفرحاً؟
الجواب :
أما الموقف الذي كان في عهدي و الذي كان قد أثر على الشيخ كثيراً، فهو خلافه مع الشيخ زهير الشاويش حفظه الله, و ذلك لأن الشيخ زهير كان من أقرب الناس إلى الشيخ، و أحبهم إلى قلبه. و الخصومة مع أهل المودة و الوفاء دائماً تكون مؤثرة على المرء.
أسأل الله أن يرحم الشيخين و يغفر لهما، و يجمعهما في جنان الخلد .... آمين.
السائل :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أمي الفاضلة
كيف كان الشيخ يرحمه الله يجمع بين الدعوة و الدروس و بين زوجته و بيته و تربيته لأولاده?
الجواب :
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته و مغفرته ...
الشيخ رحمه الله كان ينظم أوقاته بشكل كبير، و كان كثيراً ما يقول مهنتي ( الساعاتي ) علمتني الدقة و التنظيم. فكان لا يجعل شيئاً من أموره يطغى على حساب شيء آخر, فكلٌ له دور.
السائل :
و ما قصة خروجه من الإمارات و من السعودية و رفض دخوله الأردن و جلس على الحدود حتى كفله أحد الكبار في الأردن، ياليت نعرف القصة لو تكرمتم.
الجواب :
أما قصة خروجه من الأردن :
فقد أُخرج الشيخ رحمه الله من الأردن سنة 1982 إلى سوريا التي كانت حكومتها تطارده، و على الحدود أعطي ورقة لمراجعة المخابرات السورية، لكنه استشار إخوانه في سوريا و ذهب مباشرة إلى بيروت ليستقبله صديقه - آنذاك - الشيخ زهير الشاويش. و بقي ضيفاً عنده حوالي ثلاثة شهور ثم استضافه أحد تلامذته في الشارقة فذهبنا إليه حوالي الشهرين، و ذهبنا شهراً إلى قطر و أقمنا بفندق الواحة، و عشرة أيام إلى الكويت، ثم الإمارات، و كان الشيخ محمد إبراهيم شقرة آنذاك يسعى له للعودة إلى الأردن مع أعلى المستويات التي تفهمت وضع الشيخ، و مكانته العلمية، و خدمته للسنة النبوية، فسمحوا له بالعودة إلى الأردن، فعدنا عن طريق المطار، و لم يكن هناك انتظاراً على الحدود كما ذكرت. و لا ننسى جهود الشيخ أبي مالك شقرة في ذلك فقد كان الشيخ يدين له بذلك حتى آخر عمره. جزاه الله خيراً ، و رحم الشيخ و جعل ذلك في ميزان حسناته.
أما هو فلم يكن للشيخ أي اتصال مع المسؤولين السياسيين في البلدان العربية و الإسلامية أبداً، و كان دائماً يتمثل قول النبي صلى الله عليه و سلم : ((.... و من أتى أبواب السلطان افتُتن )) .
السائل :
من خلال تصفح سيرة حياته رحمه الله فقد أوصى بأن تودع كتبه في المدينة المنورة, و لكن ألَم يبقى له شيء في بيته مثل, مذكرات أو أوراق دَوَّنها و لم يكملها, مصحفه, لنتعرف على ما فيها و ما دونه عليها و لم يكمله. بارك الله بكم.
الجواب :
نعم لقد أوصى الشيخ بإيداع كتبه كلها، و أوراقه المكتوبة بخطه و مخطوطاته في مكتبة الجامعة الإسلامية في المدينة النبوية، و لم يبق في بيته شيء من ذلك، و لم يكن للشيخ مذكرات، فمذكراته التي دونها هي كتبه و رسائله العلمية التي أودع فيها خلاصة فكره و تجربته. و لم يكن للشيخ مصحف معين، بل كان عندنا مصاحف كثيرة في البيت نقرأ بها.
أما ما دونه و لم يكمله، فكثيرة هي مشاريعه العلمية التي تحتاج لأضعاف عُمر الشيخ لإكمالها، نسأل الله أن يهيئ للمسلمين من يكملها و يجزيه عن المسلمين خير الجزاء.
السائل :
سمعنا عن مواقف أبكته .. فما المواقف التي أضحكته رحمه الله ؟
الجواب :
أما عن المواقف التي أضحكت الشيخ رحمه الله، فالشيخ كان قليل الضحك رحمه الله، و ما كان يفرح لشيء من أمور الدنيا، بل يفرح لطاعة الله عز و جل و خدمة السنة النبوية. حتى إن جائزة الملك فيصل حينما جاءه خبرُها ما ظهر عليه شيء من الفرح لذلك أبداً، بل إنه قال: جاءت متأخرة، فقد جاءت في بداية مرض وفاته رحمه الله. و الشيخ لم يكن له حساب في أي من البنوك المنتشرة، و أبى أن يفتح حساباً لاستلام قيمة الجائزة التي ذهب الشيخ أبو مالك شقرة حفظه الله لاستلامها عنه رحمة الله على العلامة الألباني إمام المحدثين[/b]
[/color]