[ ص: 2361 ] 6060 حدثنا قتيبة حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمروعن سعيدالمقبري عن أبي هريرة أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى
مالعبدي المؤمن عندي جزاء اذاقبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه الا الجنة)
الشرح
هذا الحديث يرويه النبي صلي الله عليه وسلم عن الله، ويسمي العلماء- رحمهم الله- هذا القسم من الحديث : الحديث القدسي؛
لأن الرسول صلي الله عليه وسلم رواه عن الله.
قوله: ( صفيه) : الصفي: من يصطفيه الإنسان ويختاره ويري أنه ذو صلة منه قوية، من من ولد، أو أخ، أو عم، أو أب، أو أم
أو صديق، إذا أخذه الله عز وجل ثم احتسبه الإنسان فليس له جزاء إلا الجنة.
ففي هذا دليل على فضيلة الصبر على قبض الصفي من الدنيا، وأن الله عز وجل يجازي الإنسان إذا احتسب، يجازيه الجنة.
وفيه: دليل على فضل الله سبحانه وتعالي وكرمه على عباده، فإن الملك ملكه، والأمر أمره، وأنت وصفيك كلاكما لله عز وجل
ومع ذلك فإذا قبض الله صفي الإنسان واحتسب ، فإن له هذا الجزاء العظيم
كيف تبر والديك بعد مماتهما :0123:
بر الوالدين بعد الممات، فأحوج ما يكون الوالدان إلى بر ابنهما إذا خرجا من الدنيا فصارا إلى دار البلاء، فما أحوجهما
إلى دعوة صالحة أو استغفاره أو رحمة صادقة يرفع بها الابن كفه إلى الله تبارك وتعالى،
فلا يزال بر الوالدين ديناً على الإنسان مادامت روحه في جسده، ومن ظن أن البر ينتهي بوفاة الوالدين فقد أخطأ،
فلا يزال بر الوالدين ديناً في عنق الإنسان إلى أن يلقى الله جل جلاله، يحتاجان إلى دعوة صادقة ويحتاجان إلى استغفار
تسبغ بها شآبيب الرحمات وتضفى بها من الله عز وجل المغفرات، فأحوج ما يكونان إليه برهما بعد موتهما، فيكثر الإنسان
من الاستغفارلهما وكلما كان الإنسان ذاكراً والديه بعد وفاتهما فإن الله يفي له كما وفى لوالديه
والله ماذكرت والديك بعد وفاتهما
إلا سخرالله لك من يذكرك كما ذكرتهما، والله ما ذكرت الوالدين بدعوة صالحة فنفس الله بها في القبور كرباتهما
أو رفع بها درجاتهما؛ إلا سخر الله لك من يذكرك إذا صرت إلى ما صاروا إليه، فإن الجزاء من جنس العمل.
منقوووووووووول
الله يرحم ابوي ويرحم جميع المسلمين والممسلمات الاحياء منهم والاموات ــــ اللهم امين